الشر في الخير OPTIONS

الشر في الخير Options

الشر في الخير Options

Blog Article

.. ومعنى أن مصادر الخير الحسي، أقرب من مصادر الخير المعنوي، إلى حواس الإنسان وإدراكه الغريزي... إنها مباشرة (لظاهر حياة الإنسان) الممثل في وظائف حواسه العادية، وغرائز بشريته، وما ينشأ عن ذلك من أعمال العقل.

فالمؤمن في الإسلام - الذي يُطيع ربه - يكون ربانيًّا، وربط القرآن بين النفس الإنسانية، وآفاق الكون نفسه، فهما قرينان في أكثر من موضع، وفي أكثر من آية؛ من مثل قوله تعالى:

نعم إن الآية تحتمل أن يراد بالنصيب معنى العدد ـ قليلاً كان أم كثيراً ـ ولكن احتمالها لما اخترناه أوضح وأقوى، فإن الآية به تبدو واسعة الأفق، فتشمل العدد وغير العدد بدون تكلف أو تأويل لنصها اللغوي، وخصوصاً أنه لا يستطيع أن يتَّخذ من عباد الله تعالى أي عدد إلا إذا كان له في النفوس جانب ممهد، ونصيب مطاوع...

.. وأقبل على الخير ـ بحكم تلك الغرائز ـ يستكثر منه، ويحرص عليه، ويعد له،  ويسابق إليه... وابتعد عن الشر، أو دفعه عن نفسه، أو استأصل أسبابه، أو توقى دواعيه ما استطاع...

- إنَّ هذا الخيرَ خزائنٌ ، ولتلك الخزائنِ مَفاتيحٌ ، فطوبى لعبدٍ جعله اللهُ عزَّ وجلَّ مِفتاحًا للخيرِ ، مِغلاقًا للشرِّ ، وويلٌ لعبدٍ جعله اللهُ مِفتاحًا للشرِّ ، مِغلاقًا للخير

الذكاء الاصطناعي والاقتصاد المغربي: ثورة رقمية في ... بدر شاشا

وتلك الدلالة الأخيرة لا تدرك بانفعال غريزة، ولا بمجرد المشاهدة، بل بالتأمل في قدر صنعة الصانع، وما تتضمنه من آثار حكمته، وقدرته، وعلمه، وفضله، ورحمته، وكرمه ووده، وعدله، وإحسانه... ونحوه...

. ثم نفخ الله تعالى نقطة الخير في الشر من روحه سراً غير الروح الذي تحيا به الأبدان.

كانت هناك عقيدة ترى أن الإنسان عبدٌ لقوى مسيطرة هي قوى الشر، وأن الخير يقف عاجزًا أمام طغيانها لا قبل له بمُواجهتِها، لذلك فلا سبيل له إلا الاستسلام لها أو ترضيتها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإن استخلص من براثنها شيئًا فإلى حين؛ إذ لا تلبث أن تستعيده وتلتهمه؛ لأن قانون هذا الوجود في نظره هو الفناء لا البقاء، ومن هنا لجأ الإنسان القديم إلى عبادة آلهة الشر استرضاءً لها وخوفًا من نقمتِها.

ولكنه وضوح الوهلة الأولى التي تعجل صاحبها عن تبيِّن ما وراء السطح من أصول الحقائق، وخبايا الأعماق، فالخير والشر قضية البشرية بأسرها في كل أعصرها وبيئاتها، أو هما محور كل ما عرف لها من قضايا الماضي، أو سيعرف لها في مستقبل الدهور...

. حيث لا فكر له يدرك حرمة الملكيات ولا إرادة تقف به عن الحدود المرسومة...

والمعروف أنَّ الخير الحسِّي يعود أثره على ظاهر حياة الإنسان، في بدنه ،وثروته ،وبنيه، ومنصبه، وجاهه، ونحوه... ولكن الخير المعنوي، يرجع إلى باطن الإنسان... يرجع إلى ما أمدَّ به في تكوينه من خصائص الروح، وما لضميره من بصائر وملكات تستمد من تلك الخصائص.... فكل ما يعود على تلك المواهب والملكات الباطنة بالحياة وصدق الاستمداد، والقدرة على تحقيق الصفات  مُثلاً فاضلة، فهو خير... خير للإنسان نفسه لأنه إحياء لحقيقته وما تضمنه تلك الحقيقة من حواس الوعي وملكاته.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الوليد، حدثنا ابن جابر، حدثني بئر بن عبد الرحمن الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حذيفة بن اليمان يقول: كنا النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِيَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ:

وكذا في هذه الحرب التي عشنا ونعيش لأشهر خمس صوراً من ويلاتها ومراراتها الفاجعة، هي فعل منكر بالتأكيد، من الطبيعي أن تأباه وتكرهه نفوس النساء والرجال الأسوياء، وإن إنطوت علي شيء من خيرٍ، يظل خيرا وإن لم نراه، ولذا فإن هؤلاء الرجال والنساء يتصورون ان هذه الحرب الي الآن علي الأقل محضُ شرٍ، لا يجدون في غضونه، أو يلتمسون بين ثناياه وتضاعيفه، أي بارقة أمل، أو أدني صورة خير.

Report this page